الحرمان الشريفان- خدمة متكاملة وإبداع بلا حدود

المؤلف: حمود أبو طالب09.30.2025
الحرمان الشريفان- خدمة متكاملة وإبداع بلا حدود

إن المشاهد البديعة والخلابة التي تتجلى لنا هذه الأيام في رحاب الحرمين الشريفين، على الرغم من روعتها الظاهرة، قد تخفي وراءها جهودًا مضنية وعملاً دؤوبًا ومعقدًا يهدف إلى خدمة جموع الملايين من الزائرين والقاصدين. إن التوسعات الهائلة التي نشهدها اليوم تمثل إبداعًا فريدًا من نوعه في كل تفاصيله، وهي ليست مجرد عملية بناء عادية، بل هي إنجاز يتسم بالتحدي نظرًا لمحدودية المساحة وصعوبة التنفيذ، إضافة إلى ضرورة إنجازها دون التأثير على سلاسة الحركة وانسيابيتها، مع الحفاظ على القدرة الاستيعابية للحشود المتزايدة. إنه عمل جبار بكل ما تحمل الكلمة من معنى، إلا أن الدولة - حفظها الله - لا تتحدث عن تفاصيله بشكل موسع، وذلك لإيمانها الراسخ بأن خدمة الحرمين الشريفين هي واجب ديني وأخلاقي مقدس، يسمو فوق أي توظيف إعلامي أو دعائي، وهدفها الأسمى هو أن ينعم كل زائر وقاصد للحرمين بأفضل الخدمات، في أجواء يسودها الأمن والأمان والسكينة والروحانية العالية. إن منظومة الخدمات المتكاملة التي تُقدم في الحرمين الشريفين يمكن اعتبارها، وبلا أدنى مبالغة، الأفضل أداءً على مستوى العالم قاطبة. فنحن نتحدث عن تدفق ملايين البشر لأداء مناسكهم الدينية في أوقات محددة دون انقطاع، مع توفير كافة الخدمات الضرورية التي يجب أن تكون جاهزة على الدوام، بالإضافة إلى التنظيم المحكم لهذه الحشود الهائلة، وضمان عدم حدوث أي شيء يعكر صفوهم أثناء أداء شعائرهم الإيمانية. إنها مسؤولية ضخمة، ودقيقة، وحساسة، ومكلفة أيضًا، ولكن الدولة تضطلع بها على أكمل وجه وأفضله، مهما تطلب ذلك من جهد ومال. تتشارك كافة الوزارات والهيئات الحكومية في هذه المسؤولية العظيمة، وتسخر كل طاقاتها وإمكاناتها البشرية والفنية والتقنية المتطورة للوفاء بمتطلباتها دون أي مقابل مادي، وذلك بإشراف مباشر ومتابعة حثيثة من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، وكافة الوزراء والمسؤولين المعنيين في الدولة. إنها مسؤولية دولة بأكملها وعلى أعلى مستوياتها، وليست مجرد مسؤولية مناطة بالمسؤولين التنفيذيين فقط، ولهذا نرى هذا التطور المستمر الذي ينعم به المواطنون والمقيمون والزوار من جميع أنحاء العالم. وليس هنا متسع من الوقت للخوض في تفاصيل كل الجوانب الخدمية، فهي أكثر من أن تحصى، وتكفي شهادات ومشاعر أولئك الذين لمسوها بأنفسهم، وأصبحوا يلهجون بها، لأنهم وجدوا واقعًا يفوق أعلى تصوراتهم وتوقعاتهم. إنها لنعمة عظيمة ومنحة ربانية جليلة أن حبا الله المملكة العربية السعودية شرف خدمة ورعاية الحرمين الشريفين، وتفخر بذلك قيادتها الرشيدة، ويعتز به كل مواطن سعودي أصيل.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة